
شهدت غينيا مؤخرًا فضيحة احتيال غير مسبوقة تتعلق بموسم الحج لعام 2025، حيث تعرض أكثر من 416 مرشحًا لأداء الفريضة لعملية نصب واسعة النطاق من قبل سيدة تدعى فاطوماتا دوماني كوناتي، المعروفة بلقب "ناني"، والتي انتحلت صفة صديقة مقربة لوالدة رئيس المرحلة الانتقالية في البلاد. ووفقًا لمصادر من الضحايا، فإن المبلغ الإجمالي الذي تم الاستيلاء عليه يقدر بأكثر من 27 مليار فرنك غيني، بمتوسط 60 مليون فرنك لكل مرشح.
تمت عملية الاحتيال بطريقة محكمة ومنظمة، حيث استغلت دوماني كوناتي الثقة التي يكنها المواطنون للمؤسسات الدينية، ونفذت مخططها بالتعاون مع شبكة من الأشخاص من بينهم أفراد مرتبطون بوكالات سفر معتمدة. وقد أُقيمت دورات التكوين والتحضيرات الصحية، بما فيها التلقيح، في مسجد "فوسيديت" أحد المساجد العشرة المعتمدة من قبل رابطة علماء غينيا، ما زاد من ثقة المرشحين في مصداقية البرنامج.
وأشار المتحدث باسم مجموعة الضحايا، السيد أمرا 2 سيلا، إلى أن العديد من الشخصيات الدينية البارزة شاركت في دورات التكوين، مما ساهم في طمأنة الحجاج المحتال عليهم. كما تم توزيع أزياء مخصصة للحج، تُمنح عادة فقط من قبل الرابطة الإسلامية، مما يثير تساؤلات حول كيفية حصول دوماني على هذه الأزياء واللقاحات الرسمية.
وقد تم تجميد الحسابات البنكية لدوماني كوناتي، في حين أُلقي القبض على اثنين من شركائها، من بينهم شخص يُدعى بانغورا. ولا تزال المتهمة الرئيسية في حالة فرار، في وقت تم فيه تقديم شكاوى رسمية لدى المديرية المركزية للشرطة القضائية (DPJ).
وأعرب الحجاج المحتال عليهم عن يأسهم من إمكانية السفر هذا العام إلى مكة، ووجهوا نداءً عاجلاً إلى رئيس الجمهورية للتدخل من أجل مساعدتهم على استرداد أموالهم، التي اعتبروها "أضحية لله" تم تقديمها بنية أداء ركن الحج. كما تم تسليم جميع وثائقهم الرسمية إلى الشرطة في إطار التحقيقات الجارية.
وفي المقابل، تلتزم رابطة علماء غينيا الصمت إزاء هذه الفضيحة، بينما يواصل مسؤولوها التحضير لتنظيم الموسم القادم، دون إصدار أي بيان توضيحي للرأي العام حتى الآن.
هذه الفضيحة تطرح تساؤلات كبيرة حول الرقابة على تنظيم الحج في غينيا، وتدق ناقوس الخطر بشأن استغلال الدين والثقة الشعبية لتحقيق مكاسب شخصية، ما يستدعي تدخلًا عاجلًا من أعلى مستويات الدولة لإعادة الثقة وضمان حقوق المواطنين.