مقتل خمسة من عمال الإغاثة في السودان بعد هجوم مسلح على قافلة إنسانية

الخرطوم – في جريمة مروعة جديدة تهز الضمير الإنساني، قُتل خمسة من عمال الإغاثة الإنسانية في السودان إثر هجوم مسلح استهدف قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة، كانت متجهة نحو مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور. وأكدت الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، وقوع الهجوم مساء الاثنين بالقرب من بلدة "الكوما"، في منطقة تشهد صراعاً عنيفاً منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل أكثر من عامين.

وأوضح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي من نيويورك، أن القافلة المشتركة بين برنامج الأغذية العالمي واليونيسف كانت مؤلفة من 15 شاحنة، قطعت مسافة تجاوزت 1800 كيلومتر انطلاقاً من بورتسودان، وكانت تحمل مواد غذائية وإمدادات تغذية موجهة للأطفال والأسر المتضررة.

وأشار دوجاريك إلى أن الجهات الأممية كانت قد أخطرت مسبقاً جميع الأطراف المسلحة في المنطقة بمسار القافلة وموقعها، ما يجعل الهجوم "عملاً همجياً وغير مبرر". وأضاف أن "عدداً من الشاحنات احترق بالكامل وتعرضت المواد الإغاثية الحيوية للتلف، ما يُعد خسارة فادحة للمدنيين المحتاجين الذين لم تصل إليهم المساعدات منذ أكثر من عام".

ولم تعلن الأمم المتحدة عن هوية الجهة المسؤولة عن الهجوم، في ظل تبادل الاتهامات بين الأطراف المتحاربة في السودان، أي الجيش وقوات الدعم السريع. ويأتي هذا التصعيد الجديد ليؤكد تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في البلاد، خصوصاً في إقليم دارفور، الذي يعاني من موجات عنف واسعة النطاق وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك جرائم تطهير عرقي واغتصابات جماعية.

يُذكر أن الحرب الأهلية التي اندلعت في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قد أسفرت عن مقتل وتشريد الملايين، وسط غياب أي بوادر جدية للحل السياسي أو الإنساني.

تُطالب منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي بفتح تحقيق فوري في الهجوم وضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، مع تسهيل وصول المساعدات إلى ملايين المحتاجين في السودان.

تصنيف الخبر

إقليمية ، إنسانية