
في أمسية الخميس 8 مايو 2025، شهدت العاصمة كوناكري حدثًا اقتصاديًا بالغ الأهمية تمثل في الإطلاق الرسمي لغرفة التجارة الأمريكية في غينيا، وذلك بحضور رفيع المستوى ضم وزير الخارجية الغيني موريساندا كوياتي، والسفير الأمريكي المنتهية ولايته تروي داميان فيتريل، وعدد من الشخصيات الدبلوماسية ورجال الأعمال.
وتعد هذه المبادرة علامة فارقة في مسار العلاقات الاقتصادية بين غينيا والولايات المتحدة الأمريكية، إذ تمثل الغرفة الأمريكية منصة جديدة لدعم التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين، وهي موجودة بالفعل في 12 دولة إفريقية أخرى.
وفي كلمته بهذه المناسبة، أعرب السفير تروي فيتريل عن فخره بإطلاق هذه الغرفة، مؤكدًا أن الشركات الأمريكية وقعت خلال العام الماضي عقودًا بقيمة تفوق مليار دولار مع شركاء غينيين. كما شدد على أن هذه الشركات لا تكتفي بالاستثمار المالي فقط، بل تركز أيضًا على تنمية الكفاءات المحلية وتعزيز قدرات اليد العاملة الغينية.
وقال السفير: "غرفة التجارة ستكون مصدرًا مهمًا للمعرفة والعلاقات التجارية، وستساعد الشركات على تلبية حاجيات الاقتصاد الغيني بشكل أفضل. الشركات الأمريكية معروفة بابتكاراتها وجودة خدماتها، وهذا ما ستجلبه معها إلى السوق الغيني".
أشار السفير الأمريكي إلى مشاريع رئيسية مثل مشروع سيماندو وبرنامج "Simandou 2040"، مؤكدًا أن البلاد باتت مهيأة لجذب المزيد من الاستثمارات الكبرى، معربًا عن أمله في أن تسير شركات مثل SpaceX وCrane Currency على خطى Wabtec وWaterlife Systems وWest Africa LNG، التي أظهرت جميعها ثقة كبيرة في الاقتصاد الغيني.
كما سلط الضوء على إنجازات حديثة مثل منح شركة WAVE ترخيصًا لتقديم خدمات الدفع الإلكتروني في غينيا، مما من شأنه خفض تكاليف المعاملات المالية وتحقيق شمول مالي أكبر. إضافة إلى ذلك، حصلت شركة Cybastion على عقد بقيمة 100 مليون دولار لدعم وزارة الأمن الغينية في تنفيذ برنامج لتحسين الأمن العام.
من جهته، عبّر وزير الخارجية الغيني، بعينين مغرورقتين بالدموع، عن امتنانه للسفير الأمريكي على جهوده في تحويل العلاقة بين البلدين من مجرد مساعدات إلى شراكة اقتصادية حقيقية. وأضاف: "غرفة التجارة جاءت لسد فراغ حقيقي في العلاقات الاقتصادية بين غينيا وأمريكا. نؤكد باسم رئيس الدولة أننا سنذلل كل العقبات أمام الشركات الأمريكية."
أما الدكتور تييري واندجي، المدير العام لشركة Sébastien، فقد أعلن أن الغرفة ستعمل على تعزيز التعاون مع القطاع الخاص، لا سيما في مجالات الرقمنة، الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني. وأكد أن شركته ستبدأ قريبًا في تقديم تدريبات مجانية للمواطنين الغينيين، بالشراكة مع شركات أمريكية كبرى مثل Google وCisco، لتأهيلهم لسوق العمل الرقمي.
يمثل إنشاء غرفة التجارة الأمريكية في غينيا مؤشرًا قويًا على الثقة المتزايدة في مناخ الأعمال الغيني، كما يفتح آفاقًا جديدة للتنمية المستدامة وخلق فرص العمل. ومع التوجه نحو اقتصاد رقمي وتحديث البنية التحتية، يبدو أن الشراكة بين غينيا والولايات المتحدة دخلت مرحلة جديدة قوامها الاستثمار، الابتكار، والتعاون طويل الأمد.