غينيا تطلق مراكز التربية المدنية والانتخابية استعدادًا للاستحقاقات المقبلة

في إطار الاستعدادات الجارية للاستحقاقات الانتخابية الحاسمة التي تشهدها جمهورية غينيا خلال المرحلة الانتقالية، أطلقت السلطات عملية تشغيل مراكز التربية المدنية والانتخابية في جميع أنحاء البلاد، وذلك عبر تنظيم دورة تدريبية لتأهيل المكونين في كوناكري يوم الجمعة 9 مايو 2025، تحت شعار: "لأصوّت، يجب أن أُسجَّل".

هذه المبادرة تأتي في وقت حساس من مسار العودة إلى النظام الدستوري، حيث تستعد البلاد لإجراء استفتاء دستوري، وانتخابات رئاسية وتشريعية مرتقبة. ولتحقيق مشاركة فعّالة وشاملة في هذه العمليات، تسعى الدولة إلى تعزيز وعي المواطنين بحقوقهم وواجباتهم، خاصة في ظل وجود نسبة كبيرة من السكان تجهل تفاصيل العملية الانتخابية وتعقيداتها.

ومن هذا المنطلق، باشرت الوكالة الوطنية لتعزيز المواطنة والسلام (ANACIP)، بالتعاون مع الإدارة الوطنية للشؤون السياسية والإدارة الانتخابية (DNAPAE)، تشغيل مراكز التربية المدنية والانتخابية (CECE) على مستوى 33 محافظة و5 بلديات في العاصمة كوناكري. وقد تم اختيار بيوت الشباب كمقار لهذه المراكز التي ستضطلع بمهمات توعية وتثقيف المواطنين حول مفاهيم المواطنة، والسلوك المدني، والمشاركة الانتخابية.

وأكد عيسى جاو، ممثل DNAPAE، أن هذه الخطوة تمثل انطلاقة فعلية لتكوين حوالي 30 مكونًا سيعملون على تدريب مشرفي المراكز المحلية. وأضاف أن هذه المراكز تشكّل بنية أساسية للتواصل مع المواطنين وتنفيذ برامج تهدف إلى رفع مستوى المشاركة الشعبية وضمان انتخابات شفافة وسلمية.

من جهته، عبّر عبد الله مما سيلا، المسؤول الإداري في ANACIP، عن شكره لقيادة DNAPAE، مؤكدًا أن وكالته تمتلك الكفاءة البشرية والخبرة التقنية اللازمة لإنجاح هذا المشروع الوطني. وأشار إلى أن اختيار مواقع هذه المراكز قد تم بالفعل، وأن العمل جارٍ لتجهيزها وتأهيل فرق التدريب الميداني بالتعاون مع الجمعية الغينية للعلوم السياسية (AGSP)، التي تولّت إعداد المحتوى البيداغوجي والدليل المنهجي لعملية التكوين.

بدوره، أوضح كابيني فوفانا، مدير AGSP، أن هذه الدورة التدريبية تمثل امتدادًا للورشة التقنية الأخيرة التي شهدت اعتماد دليل إدارة المراكز والأدوات التربوية اللازمة. وأكد أن الهدف الأساسي من هذه الدورة هو إعداد نواة صلبة من المدربين القادرين على مرافقة المشرفين المحليين ورفع كفاءتهم لضمان تواصل فعال مع المواطنين في مختلف أنحاء البلاد.

تُعدّ هذه المبادرة خطوة نوعية في طريق تعزيز الوعي الديمقراطي والمشاركة السياسية في غينيا، كما تُظهر التزام السلطات الانتقالية بضمان إشراك المواطن في صياغة مستقبل البلاد السياسي بطريقة شاملة وشفافة.

تصنيف الخبر

محلية ، تعليمية