
في قرارٍ مفاجئ يهز الساحة الإعلامية الغينية، أصدرت الهيئة العليا للاتصال (HAC) قرارًا يقضي بمنع الصحفي البارز لامين غيراسي، المدير العام لمجموعة هضابو ميديا (HADAFO Médias)، من مزاولة مهنة الصحافة حتى إشعارٍ آخر، وذلك بتهمة "نشر أخبار وتعليمات كاذبة".
ويأتي هذا القرار في أعقاب سلسلة من الإجراءات المتشددة طالت مؤسسات إعلامية تابعة لمجموعة هضابو ميديا، حيث تم إغلاق ثلاث وسائل إعلامية بارزة ضمن المجموعة، ما يعتبر ضربة قوية لقطاع الإعلام الحر في البلاد.
واتهمت الهيئة العليا للاتصال لامين غيراسي بـ"نشر معلومات مغلوطة وتعليمات كاذبة"، دون تقديم تفاصيل دقيقة للرأي العام حول مضمون هذه الأخبار أو طبيعتها. هذا الغموض يثير تساؤلات لدى العديد من المراقبين والناشطين الحقوقيين، الذين يرون في هذه القرارات تقييدًا خطيرًا لحرية التعبير والصحافة المستقلة في غينيا.
ويُعرف لامين غيراسي ببرامجه الحوارية الجريئة والمواكبة الدقيقة للأحداث الوطنية، كما يحظى بمتابعة جماهيرية واسعة داخل البلاد وخارجها، مما يجعل قرارات من هذا النوع مثار جدل واسع في الأوساط الإعلامية والسياسية.
ويخشى كثيرون أن يكون هذا القرار جزءًا من سياسة تضييق ممنهجة تستهدف الأصوات الإعلامية الناقدة. في المقابل، تدعو منظمات المجتمع المدني إلى احترام حرية الصحافة وإيجاد آليات قانونية عادلة لمعالجة أي خروقات مهنية محتملة دون اللجوء إلى قرارات إقصائية.
يبقى أن نرى ما إذا كانت السلطات ستعيد النظر في هذا القرار في ظل تصاعد الدعوات الداخلية والدولية الداعية إلى حماية الحريات الأساسية في البلاد.