إطلاق رسمي لمجلة "ألور ماغ" في غينيا: خطوة جريئة نحو صحافة مستقلة وأخلاقية

كوناكري – في خطوة لافتة تعزز المشهد الإعلامي الغيني، شهدت العاصمة كوناكري يوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 حفل الإطلاق الرسمي لمجلة "ألور ماغ (Allure Mag)"، وهي مجلة شهرية عامة تصدر عن مجموعة ألور (Allure) الإعلامية، وذلك بحضور نخبة من الفاعلين في القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى ممثلين عن وسائل الإعلام والجمعيات الصحفية.

تأتي هذه المبادرة بعد أشهر قليلة من إطلاق المنصة الرقمية "allureinfo.net" في 20 مارس الماضي، وتهدف إلى ترسيخ تقاليد صحفية جديدة قائمة على المهنية والصرامة التحريرية، كما أوضح القائمون على المجلة خلال حفل التدشين.

في كلمته خلال الحفل، وصف المدير العام للمجموعة، السيد أبو بكر جالو، المجلة بأنها "واجهة جديدة لحياتنا المهنية"، مؤكداً أن كل كلمة وكل عبارة فيها "تمت صياغتها بعناية ودقة"، في إشارة إلى التزام فريق التحرير بأعلى معايير الجودة الصحفية. وأضاف قائلاً: "نحن نؤمن أن الصحافة ليست مجرد نقل للمعلومة، بل هي بناء متكامل للحقيقة بروح نقدية ومسؤولية اجتماعية".

أما المدير الإداري العام ومدير الأخبار والتحرير، طالب باري، فقد استعرض أبرز محاور العدد الأول من المجلة، والذي تضمن ملفات معمقة حول مشروع "سيماندو" الاستراتيجي، ومشروع بناء مصنع لإنتاج قوارير الغاز في منطقة كونتا، بالإضافة إلى تحقيق صحفي يكشف خفايا الأزمة التي تعيشها الإدارة الوطنية للجمارك.

"ألور ماغ" لا تكتفي فقط بتغطية الشأن الاقتصادي والسياسي، بل تخصص أيضاً صفحات لمواضيع رياضية، كملف تأهيل ملعب 28 سبتمبر، وقضايا اجتماعية وثقافية، مثل الحملة الزراعية الجارية ونظام التأمين الصحي، وهو ما يجعل المجلة منصة إعلامية متعددة الأبعاد.

في تصريح له، شدد مامادو ديان بالدي، نائب المدير العام ومدير النشر، على أن المجلة تتبنى خطاً تحريرياً محايداً ومستقلاً، بعيداً عن الاصطفافات السياسية أو المصالح الاقتصادية. وقال: "لسنا هنا لمدح أحد، بل لقول الحقيقة كما هي. في الصحافة، الحقائق مقدسة والتعليق حر". وأضاف أن المجلة تسعى لتجاوز الثنائيات السائدة والبقاء ضمن "حدود الأخلاق المهنية والضمير الصحفي".

وفي ظل التحديات التي تواجه الإعلام الغيني من ضغوط سياسية واقتصادية، تسعى "ألور ماغ" لترسيخ نفسها كوسيلة إعلامية موثوقة ومستقلة. وكما عبر عنها أبو بكر ديالو في ختام كلمته: "هذا المشروع لا يسير وفق أمزجة اللحظة، بل يسعى لترك بصمة في التاريخ. نحن لا نريد أن نُحرك كأوراق جافة في مهب الريح، بل نريد أن نصنع أثراً حقيقياً في زمننا".

بهذا الإطلاق، تدخل "ألور ماغ" المشهد الإعلامي الغيني بثقة، مقدمة نموذجاً واعداً لصحافة تعتمد الحقيقة، وتحترم القارئ، وتسعى لبناء وعي مجتمعي ناضج ومستنير.