مضايقات الشرطة والابتزاز في غينيا: تهديد حقيقي لأمن المواطنين وسلامتهم

مضايقات الشرطة والابتزاز في غينيا

تشهد غينيا في السنوات الأخيرة تصاعدًا مقلقًا في حوادث السير، في وقت يفترض فيه أن تلعب قوات الأمن دورًا محوريًا في ضمان السلامة الطرقية. غير أن الواقع الميداني يكشف عن انحراف خطير في مهام الشرطة والدرك، حيث تحولت العديد من نقاط التفتيش إلى مصادر للابتزاز المالي بدلًا من مراكز لضبط واحترام قانون السير.

ففي مفترقات الطرق الرئيسية وعبر المحاور الحيوية في البلاد، أصبح من الشائع أن يتعرض السائقون لتوقيفات متكررة بذريعة التحقق من الوثائق أو التأكد من الامتثال لقواعد المرور. لكن هذه التوقيفات كثيرًا ما تكون مدفوعة برغبة في تحصيل "إكراميات" صغيرة، بدلًا من تطبيق صارم وفعّال للقانون.

ويقول عبد الله سي سافاني، المدير العام لمجموعة AMSY لتعليم القيادة، في حديث لموقع أخبار غينيا: "الشرطة تقوم بجهد كبير في تنظيم السير، ولا يمكن إنكار وجودها المبكر في الشوارع واستمرارها لساعات طويلة. لكن ضعف التكوين وغياب الحوافز المالية يدفع بعضهم للانخراط في ممارسات تسيء للمؤسسة ولصورة الدولة."

ويضيف سافاني أن مهام الشرطة يجب أن تركز على مراقبة السرعة، ارتداء حزام الأمان، احترام الإشارات الضوئية، والتأكد من الحالة التقنية للمركبات، لا على تفتيش تفاصيل ثانوية بهدف ابتزاز المواطنين.

ويشير إلى خطورة بعض التصرفات، مثل توقيف سائقي الدراجات بطريقة عنيفة أثناء توقفهم في إشارات المرور الحمراء، مؤكدًا أن مثل هذه السلوكيات تسببت في حوادث مؤسفة. "رأيت عناصر أمنية يظهرون فجأة لانتزاع مفاتيح الدراجات من أصحابها، وهذه الممارسات الخطيرة لا مكان لها في نظام يحترم حياة الناس"، يقول المتحدث.

ويرى الخبير في السلامة الطرقية أن التغيير الحقيقي يتطلب إعادة تأهيل أفراد الأمن من خلال التكوين المستمر، وتحسين ظروفهم المعيشية والمهنية، حتى يصبحوا حصنًا يحمي المواطنين بدلًا من أن يشكل تهديدًا لهم.

كما دعا السلطات الغينية إلى اتخاذ إجراءات حازمة لإعادة الانضباط والثقة إلى الشارع، مؤكدًا أن "السلامة الطرقية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال شرطة محترفة، تحظى بالاحترام وتتصرف بنزاهة."

إن استمرار ظاهرة الابتزاز على الطرقات لا يهدد فقط سلامة المواطنين، بل يساهم في تعميق فقدان الثقة بين الدولة ومواطنيها، ويعيق الجهود الرامية لتحسين ظروف التنقل في البلاد. ولهذا، فإن المعركة ضد هذه الممارسات يجب أن تكون أولوية وطنية لضمان طرق آمنة وعادلة لجميع الغينيين.

تصنيف الخبر

محلية ، أمنية