
في كلمة قوية ألقاها عبر تقنية الفيديو من خارج البلاد يوم السبت الموافق ١٢ أبريل ٢٠٢٥، وجّه سيلو دالين جالو، زعيم حزب اتحاد القوى الديمقراطية في غينيا، انتقادات لاذعة للمجلس الوطني للتجمع والتنمية (CNRD)، متهماً إياه بعدم الوفاء بالتزاماته وخرق العهود التي قطعها أمام الشعب الغيني.
خلال الجمعية العامة لحزبه، عبّر سيلو دالين عن استيائه العميق مما وصفه بسياسة "الكيل بمكيالين" التي تنتهجها السلطات الحاكمة، حيث تُمنع بعض الأطراف من تنظيم المظاهرات بينما يُسمح لأطراف أخرى بذلك دون أي عوائق. كما استنكر بشدة تسييس القضاء واستخدامه كسلاح ضد المعارضين من خلال ما أسماه "الدعاوى القضائية الملفقة".
وقال سيلو دالين بلهجة حازمة: "من يُقسم يميناً طواعية، عليه أن يحترم هذا القسم. بلادنا تحتاج إلى قادة يتحلون بالشرف ويحترمون كلمتهم. فلا قيمة لمن يقسم على احترام الدستور وميثاق الانتقال وقوانين الجمهورية، ثم يتنكر لهذا القسم في اليوم التالي. نحن لا يمكننا أن ندعم مثل هذه الممارسات، ولن نقبل بالحنث باليمين أبداً."
وشدد رئيس الاتحاد الديمقراطي على موقفه الرافض للمشاركة فيما وصفه بـ "المسرحية الانتخابية" التي لا تهدف إلا لإضفاء طابع شرعي على سلطة استولت على الحكم بقوة السلاح. وأضاف: "لن نكون جزءاً من أي عملية انتخابية مزيفة هدفها الوحيد إضفاء الشرعية على نظام فرض نفسه بالقوة والذي يرفضه الشعب الغيني. ما نطالب به هو انتخابات نزيهة وشفافة تمكن المواطنين من اختيار قادتهم بحرية على كافة المستويات."
وكشف سيلو دالين عن تحول كبير في استراتيجية المجلس العسكري الحاكم قائلاً: "في البداية، كان هدفهم البقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة قبل تسليمها للمدنيين، ولذلك حددوا مدة ٣٩ شهراً، قبل أن يخفضها المجلس الوطني الانتقالي إلى ٣٦ شهراً. أما اليوم، فقد تغيرت الاستراتيجية تماماً ليصبح الهدف هو ترسيخ حكم العسكر وديمومته."
ووجه سيلو دالين إدانة قوية للممارسات القمعية التي تنتهجها السلطة الانتقالية قائلاً: "لقد وعدوا بمكافحة الممارسات السيئة، لكنهم اليوم يصادرون الحقوق، ويكممون أفواه الصحافة، وينظمون عمليات اختفاء قسري، ويقتلون شباباً لم تتجاوز أعمارهم العشرين عاماً لمجرد أنهم عبروا عن سخطهم وطالبوا بتطبيق بنود ميثاق الانتقال." وأردف: "نشهد اليوم حالات اختفاء قسري، وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، وعمليات قتل واغتيالات، ووفيات مريبة داخل السجون، كما حدث مع الجنرال ساديبا كوليبالي والدكتور ديوباتي."
ورغم هذه التحديات الجسيمة، أكد سيلو دالين أنه "بصحة جيدة وأكثر تصميماً من أي وقت مضى" على مواصلة نضاله دفاعاً عن الحريات والقيم الديمقراطية في غينيا.
واختتم كلمته بالقول: "سنظل أوفياء لمبادئنا وقيمنا. نحن صادقون في نضالنا من أجل احترام الكلمة المعطاة. لن نحيد عن هذا المسار أبداً. يجب علينا الدفاع عن قدسية الكلمة واحترام القسم. فمن أدى يميناً بإرادته الحرة، عليه احترام هذا اليمين، لأن غينيا تستحق قادة شرفاء يحترمون تعهداتهم."