
في خطوة دينية وتعليمية هامة، تم تدشين جمعية "روضَة القرآن" في مدينة كوناكري يوم الأحد 20 أبريل 2025، في حفل رسمي أقيم في منطقة كيبي داديا في بلدية راتوما. وقد حضر الحفل العديد من الضيوف من الرجال والنساء الذين جاءوا لدعم هذه المبادرة التي تحمل رسالة روحانية كبيرة.
في هذه المناسبة، تم تنظيم محاضرة إسلامية بعنوان "تطهير القلب من خلال القرآن الكريم"، التي قدمها الأستاذ مامادو أوري جالو، إمام ومعلق إسلامي معروف، بمشاركة عدد من الأئمة الآخرين. وقد جذب حديث الأستاذ مامادو أوري الانتباه بشكل كبير بفضل بلاغته وقدرته على شرح الموضوع بكل سلاسة، حيث تناول في محاضرته أهمية تطهير القلب عبر تعليمات القرآن الكريم.
وأوضح الأستاذ مامادو أوري أن "تطهير القلب لا يتم عن طريق الماء، بل عبر قراءة القرآن الكريم. فالقراءة ليست تطوعًا بل هي فرض، ويجب فهمه والعمل به. في القرآن نجد أوامر من الله، وعند تنفيذها نؤدي العبادة. كما توجد فيه نواهٍ يجب تجنبها، سواء كانت أفعالاً أو أقوالاً، وفي الابتعاد عن هذه المحرمات يتطهر قلب المؤمن."
بعد هذه المحاضرة القيمة، ألقى رئيس الجمعية، علاء الدين جالو، خطابًا رسميًا بمناسبة إطلاق الجمعية. وأوضح أن الهدف من إنشاء "روضَة القرآن" هو إعادة القرآن الكريم إلى قلوب الأسر والمجتمعات، ليكون جزءًا حيويًا من الحياة اليومية. وأضاف قائلاً: "اسم الجمعية يرمز إلى حديقة القرآن، حيث نهدف إلى زرع بذور الكتاب المقدس في قلوب الناس، سقايتها بالكلام الطيب لله لكي تكون ثابتة ودائمة في القلوب."
وتابع الرئيس علاء الدين شرح رؤيته لهذه الجمعية التي تهدف إلى تعليم القرآن الكريم بامتياز، مع احترام قواعد التجويد وفهم النصوص القرآنية. كما أشار إلى أهمية تنظيم الأنشطة التعليمية والدينية مثل المسابقات و حلقات الذكر، من أجل خلق بيئة صحية حيث يمكن للناس التعلم والنمو والتطور من خلال القرآن الكريم.
وأكد علاء الدين أن هذه الجمعية ليست مجرد مشروع جمعوي، بل هي عمل عبادي، قائلاً: "كل حرف يُتلى، وكل طفل يحفظ سورة، وكل قلب يعود إلى الله عبر 'روضَة القرآن' هو نور يُسجل في ميزاننا يوم القيامة، بإذن الله."
وفي ختام كلمته، دعا الرئيس إلى تضافر الجهود لتحقيق أهداف الجمعية، وأكد على أهمية التعاون بين الجميع من أجل تحقيق هذا المشروع الكبير، مشيرًا إلى حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه."
جمعية "روضَة القرآن" تمثل دعوة لتوحيد الجهود من أجل نشر العلم القرآني بين الأجيال، ولإحياء القرآن في البيوت والمدارس والمجتمع ككل.