
انطلقت يوم الجمعة 25 أبريل 2025 بمدينة مامو، الواقعة على بُعد نحو 300 كلم من العاصمة كوناكري، فعاليات التعبئة الكبرى لدعم إنجازات المجلس الوطني للتجمع من أجل التنمية (CNRD)، وسط أجواء من الحماس والمشاركة الشعبية الواسعة. وشهد اليوم الأول من الفعالية تلاوة آيات من القرآن الكريم، وإطلاق مشاريع تنموية وهيكلية كبرى تجسد الرؤية الطموحة للسلطات الانتقالية في تعزيز البنية التحتية وخدمة المواطن.
من أبرز المشاريع التي تم إطلاقها، مشروع إعادة بناء الطريق الوطني رقم 2 الذي يربط بين مامو وفرانة على امتداد 187 كيلومتراً. هذا الطريق الحيوي الذي يعود إنشاؤه إلى الحقبة الأولى من الجمهورية، بات في حالة متدهورة، ويستوجب تجديداً شاملاً.
وقد أُسند تنفيذ المشروع إلى شركتي Henan الصينية وCIBITEC بتمويل من الدولة الغينية عبر الميزانية الوطنية للتنمية (BND) بتكلفة إجمالية بلغت أكثر من 2.8 تريليون فرنك غيني. وصرّح وزير البنى التحتية والأشغال العامة، محمدو عبد الله حالو، أن هذا المشروع يُعد جزءاً من رؤية رئيس الدولة لتزويد البلاد بالبنية التحتية الاجتماعية، مشيراً إلى توقيع عقود لتشييد أكثر من 1000 كلم من الطرق المعبدة خلال أسابيع فقط.
في ذات السياق، دُشن المقر الإقليمي الجديد المُرمم بالكامل لهيئة التدخل والأمن المتنقل (CMIS) في مدينة مامو. ويأتي هذا التدشين في إطار تعزيز الأمن المحلي نظراً لموقع مامو الاستراتيجي كمدينة تربط بين مختلف أقاليم البلاد.
وأوضح وزير الأمن والحماية المدنية، بشير جالو، أن هذا المقر، العاشر من نوعه على الصعيد الوطني، سيساهم في حفظ النظام العام، والتصدي للجريمة والاتجار غير المشروع، بالإضافة إلى التنسيق العملياتي مع باقي وحدات الأمن والدفاع في المناطق المجاورة.
ضمن التوجه البيئي الجديد، أُعلن عن إطلاق مشروع دعم جهود التكيف مع التغيرات المناخية في المجتمعات الزراعية والرعوية بمنطقة مامو، بتمويل من المملكة البلجيكية بقيمة 4 ملايين دولار. وأشارت وزيرة البيئة والتنمية المستدامة، جامي جالو، إلى أن المشروع يشمل برنامجاً شاملاً للنظافة يشمل جمع وفرز ونقل وإدارة النفايات، فضلاً عن تقديم دعم فني وتنظيمي للجمعيات الزراعية في وريكابا، وسيومبالوكو وتيلو، مع تدريب المزارعين على تقنيات زراعية مبتكرة وصديقة للبيئة.
وفي كلمة له بالمناسبة، شدد الجنرال عمرا كمارا، الأمين العام لرئاسة الجمهورية، على أهمية احترام دفاتر الشروط، وضمان الجودة والشفافية في تنفيذ المشاريع، مؤكداً أن مستقبل مامو كقطب استراتيجي وفق برنامج "سيماندو 2040" يتطلب التزاماً جماعياً من كل مكونات المجتمع.
واختتم اليوم بندوة حول مشروع سيماندو المعدني وبرنامج سيماندو الاقتصادي 2040 في المعهد التكنولوجي، أعقبها عرض توعوي حول عملية الإحصاء.
هذا الحراك التنموي في مامو يُعد نموذجاً للرؤية التحولية التي تتبناها السلطات الانتقالية، والتي تراهن على التنمية المحلية كرافعة أساسية لبناء غينيا المستقبل.