منظمة التجارة العالمية تحذر من تراجع التجارة العالمية في ظل تصاعد السياسات الحمائية

منظمة التجارة العالمية

حذرت منظمة التجارة العالمية من تراجع متوقع في حجم التجارة العالمية للسلع بنسبة 0.2% خلال عام 2025، مشيرة إلى أن سياسات الرسوم الجمركية المتغيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتوتر التجاري المستمر مع الصين، من أبرز الأسباب وراء هذا التراجع.

وذكرت المنظمة في تقرير صدر يوم الأربعاء، أن أمريكا الشمالية ستشهد الانخفاض الأكبر، حيث يُتوقع أن تتراجع صادراتها بنسبة 12.6%، في حين ستنخفض الواردات بنسبة 9.6%، حتى من دون تطبيق أعلى معدلات الرسوم الجمركية المقترحة.

وأشارت منظمة التجارة العالمية إلى أن هذه التقديرات استندت إلى وضع الرسوم الجمركية حتى يوم الإثنين الماضي، موضحة أن التوقعات الأولية كانت تشير إلى استمرار نمو التجارة العالمية في عامي 2025 و2026، لكن الحرب التجارية التي يقودها ترامب دفعت الاقتصاديين في المنظمة إلى مراجعة التوقعات بشكل كبير نحو الأسوأ.

وفي حال مضى ترامب في تنفيذ "الرسوم الانتقامية" الأشد التي يهدد بها أغلب الدول، فإن التجارة العالمية ستنخفض بنسبة 1.5%، وذلك نتيجة لحالة عدم اليقين التي تخيم على قرارات الشركات والمستثمرين حول العالم.

وعلى الرغم من إعلان ترامب تعليق هذه الرسوم القصوى لمدة 90 يوماً، لمنح أكثر من 70 دولة فرصة لمعالجة المخاوف الأمريكية بشأن التبادل التجاري، إلا أنه في المقابل زاد الضرائب على الواردات الصينية إلى 145%، ودخل في جدال طويل الأمد مع كل من كندا والمكسيك بشأن الرسوم الجمركية على صادراتهم.

وفي هذا السياق، قالت المديرة العامة للمنظمة، نغوزي أوكونجو إيويالا، إن "استمرار حالة عدم اليقين يُعد كابحاً للنمو الاقتصادي العالمي، وله عواقب سلبية كبيرة، خصوصاً على الاقتصادات الأكثر هشاشة".

أما كبير الاقتصاديين في المنظمة، رالف أوسا، فأكد أن "عدم وضوح سياسات التجارة يؤثر سلباً على تدفقات التبادل التجاري ويُضعف النشاط الاقتصادي. كما أن الرسوم الجمركية هي أداة سياسة تحمل تأثيرات واسعة وغير متوقعة في كثير من الأحيان".

هذا وتدعو منظمة التجارة العالمية إلى اعتماد نظرة واقعية ومتزنة عند اتخاذ قرارات تتعلق بالسياسات التجارية، خاصة في ظل تصاعد التوترات بين القوى الاقتصادية الكبرى.

تصنيف الخبر

عالمية ، اقتصادية