
احتفلت الجالية المسلمة في جميع أنحاء غينيا بعيد الفطر المبارك، حيث امتلأت المساجد وساحات الصلاة بالمصلين الذين أدوا صلاة العيد في أجواء من الفرح والروحانية. وقد شهدت هذه المناسبة تبادل التهاني والتبريكات بين الأفراد، معبرين عن امتنانهم للنعم التي منحهم الله إياها خلال شهر رمضان المبارك.
في هذا السياق، ألقى الحاج محمد صالح كمارا خطبة دعا فيها إلى تعزيز قيم التضامن والتعاون بين أفراد المجتمع الغيني. وأكد في كلمته على أهمية الزكاة، مشيرًا إلى دورها الحيوي في تحقيق التوازن الاجتماعي وتقوية أواصر الوحدة بين أبناء الوطن. كما حث المسلمين على تجسيد مبادئ الكرم والعطاء، لما لذلك من أثر إيجابي في دعم الفئات المحتاجة وتعزيز اللحمة الاجتماعية.
كما تطرق الحاج محمد صالح كمارا إلى ضرورة ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي، معتبرًا أن هذه القيم أساسية لمواجهة التحديات التي يواجهها المجتمع الغيني. وأكد أن الإسلام يدعو إلى المحبة والسلام، ويحث المسلمين على تجاوز الخلافات والعمل معًا من أجل مستقبل أفضل. وأضاف أن مناسبة عيد الفطر تعد فرصة ذهبية لتعزيز التقارب بين الأفراد ونشر روح الأخوة في المجتمع.
وفي سياق متصل، أشاد الحاج بالجهود التي يبذلها الرئيس مامادي دومبويا في سبيل تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز وحدة البلاد. وأعرب عن تقديره للمشاريع والبرامج التي يتم تنفيذها للنهوض بمختلف القطاعات الحيوية، وخاصة تلك التي تهدف إلى تحسين مستوى معيشة المواطنين. كما أكد أن العمل المستمر من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والازدهار الاقتصادي يعد مسؤولية مشتركة بين القيادة والشعب.
وأشار الحاج إلى أن التنمية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال تضافر الجهود وتعزيز روح المسؤولية الجماعية. وشدد على أهمية دعم المبادرات الوطنية الهادفة إلى تحقيق الاستقرار والتقدم، مشيرًا إلى أن التحديات التي تواجه غينيا تتطلب تعاونًا وثيقًا بين الحكومة والمجتمع المدني.
وفي ختام كلمته، تمنى الحاج محمد صالح كمارا لجميع الغينيين مزيدًا من الرفاهية والاستقرار، داعيًا الله أن يعم السلام والخير أرجاء البلاد. كما حث المواطنين على الاستمرار في العمل بجد وإخلاص من أجل تحقيق مستقبل أكثر إشراقًا لغينيا، مستندين إلى قيم التضامن والتكاتف التي يجسدها عيد الفطر المبارك.
يأتي هذا الاحتفال وسط أجواء من الأمل والتفاؤل، حيث يواصل الغينيون مساعيهم نحو بناء مجتمع أكثر تماسكًا وتقدمًا، مستلهمين من تعاليم الإسلام وقيمه السامية في التضامن والتعاون.