
أطلق الكاتب والسياسي والمثقف الغيني فوديبا إيسطو كيرا، يوم الخميس 24 أبريل، كتابه الجديد المعنون "رجل، مصير، قصة"، وذلك في إطار فعاليات "72 ساعة من الكتاب" التي تحتضنها العاصمة كوناكري. هذا العمل الأدبي الصادر عن منشورات "لارماتان غينيا" يقدم للقارئ شهادة صادقة ونادرة عن مسار رجل كرّس حياته لخدمة الثقافة والوطن.
يقع الكتاب في 201 صفحة ويجمع بين السيرة الذاتية، والتحليل السياسي، والتأمل الثقافي، ما يجعله مرآة حقيقية لمرحلة مفصلية من تاريخ غينيا المعاصر، تمتد من وفاة الرئيس أحمد سيكو توري سنة 1984، إلى التغيرات الكبرى التي رافقت فترة حكم الجنرال لانسانا كونتي.
في هذا المؤلف، يعود فوديبا إيسطو كيرا إلى محطات بارزة من حياته، من مسيرته الدراسية في غينيا والخارج، إلى تقلده مناصب رسمية بارزة، لا سيما كوزير للشباب ثم وزير للثقافة. كما يسرد تفاصيل تأسيسه لمبادرات رائدة مثل "صندوق تنمية الفنون والثقافة (FODAC)" و"صندوق تنمية الفنون والرياضة (FADES)"، واللتين لعبتا دورًا جوهريًا في دعم التراث الغيني رغم ضعف الإمكانيات.
ولم يكن هذا العمل الأدبي ليكتمل دون مساهمة الصحفي والمؤرخ الباحث فاجيمبا سايون كيتا، الذي شارك في تأليفه. فقد أضفى على السرد بعدًا تحليليًا معمقًا، وجعل من الكتاب وثيقة توثيقية تساهم في نقل الذاكرة الوطنية للأجيال القادمة.
"رجل، مصير، قصة" ليس مجرد سيرة ذاتية، بل هو نداء للوعي، ورسالة أمل، ودعوة للشباب الغيني ليتشبثوا بهويتهم الثقافية وليساهموا في بناء وطنهم. إنه كتاب يستحق القراءة، لما يحمله من قيم الالتزام والمثابرة والوطنية.
يتوفر هذا الإصدار المميز في مكتبات "لارماتان غينيا"، وهو بلا شك إضافة نوعية للمشهد الثقافي الغيني، ودليل على أن الذاكرة الحية للأمم تُبنى بالكلمة الصادقة والتجارب النبيلة.