
يصادف يوم 30 مارس 2025 حدثاً بارزاً في صناعة الألومنيوم العالمية وفي غينيا: الذكرى السنوية الـ25 لتأسيس شركة روسال، إحدى أكبر منتجي الألومنيوم في العالم وأحد أهم المستثمرين في الاقتصاد الغيني. منذ تأسيسها في غينيا عام 2001، لم تساهم الشركة في التنمية الاقتصادية للبلاد فحسب، بل استثمرت أيضاً في مشاريع اجتماعية كبرى. هذا العام، يتزامن الاحتفال بهذه الذكرى مع نهاية شهر رمضان، عيد الفطر، مما يضيف بُعداً احتفالياً لهذا الحدث، ويرمز إلى الانسجام بين التقدم الصناعي واحترام القيم الثقافية والاجتماعية للبلاد.
لاعب رئيسي في الاقتصاد الغيني
منذ أكثر من عقدين، كانت روسال شريكاً استراتيجياً في التنمية الغينية. استثمرت الشركة أكثر من 500 مليون دولار في البلاد وتدير العديد من المواقع التعدينية الرئيسية، بما في ذلك شركة بوكسيت كينديا (CBK)، ومجمع البوكسيت والألومينا فريغيا وهو أول وحيد مصنع للألومينا في القارة الأفريقية، وشركة بوكسيت ديان-ديان (COBAD). يضم هذا الموقع الأخير، الواقع في منطقة بوكي، أكبر رواسب البوكسيت في العالم، باحتياطيات مؤكدة تبلغ 564 مليون طن.
بفضل هذه الاستثمارات، تمكنت غينيا من زيادة إنتاجها من البوكسيت بشكل كبير، وهو أمر ضروري لصناعة الألومنيوم العالمية. بالتوازي مع ذلك، قامت روسال بتطبيق تقنيات مبتكرة لتحديث بنيتها التحتية مع تقليل تأثيرها البيئي.
التزام اجتماعي وإنساني قوي
لا يقتصر تأثير روسال في غينيا على قطاع التعدين. نفذت الشركة العديد من المبادرات لصالح التنمية المحلية، لا سيما في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية. كان للمشاريع التي بدأتها الشركة تأثير مباشر على رفاهية السكان، وتهدف إلى القضاء على الفقر وتحسين نوعية الحياة.
يعتبر الاستثمار في البنية التحتية الأساسية أحد ركائز التزام روسال. قامت الشركة ببناء المدارس والطرق والجسور ونقاط المياه الصالحة للشرب وأنظمة إمدادات الكهرباء في مناطق كينديا وفريا وبوكي، لتحسين نوعية حياة السكان المحليين وتعزيز قدرات التنمية في هذه المناطق.
في عام 2015، مولت روسال بناء مركز البحوث في علم الأوبئة والميكروبيولوجيا والرعاية الطبية في كينديا (CREMS)، وهي بنية تحتية سمحت بتعزيز الاستجابة الصحية للأوبئة. كان هذا المركز أصلاً ثميناً خلال وباء إيبولا وكوفيد-19. في عام 2020، نشرت روسال مركزاً طبياً متعدد الوظائف في فريا، متخصصاً في علاج الأمراض المعدية.
بالإضافة إلى البنية التحتية والصحة، يعد التعليم من أولويات روسال. منذ عام 2011، منحت الشركة أكثر من 250 منحة دراسية للشباب الغيني للسماح لهم بمواصلة دراستهم في أفضل الجامعات الروسية.
مؤخراً، أطلقت روسال برنامج منح دراسية يهدف إلى تدريب الكوادر الطبية الغينية المؤهلة. سيسمح هذا البرنامج لـ50 طالباً غينياً بالحصول على تدريب طبي متخصص والعودة إلى غينيا للمساهمة في نظام الرعاية الصحية الوطني. في إطار برامج المنح الدراسية التي تقدمها روسال، تم دائماً تغطية جميع النفقات المتعلقة بالسفر والإقامة والتدريب من قبل روسال. في المجموع، تم تمويل أكثر من 15 مليون دولار أمريكي لإتاحة الفرصة للشباب الغيني للحصول على أفضل تعليم. بالإضافة إلى منح المنح الدراسية للطلاب الغينيين لمواصلة دراستهم في أفضل الجامعات الروسية، توفر روسال أيضاً فرص عمل للخريجين في شركاتها في غينيا.
شراكة موجهة نحو المستقبل
لا تنوي روسال التوقف عند هذا الحد. تواصل الشركة استثماراتها في غينيا وتخطط لتوسيع مشاريعها، لا سيما مع تطوير موقع ديان-ديان، الذي من المتوقع أن يوفر آلاف فرص العمل ويعزز مكانة غينيا كأكبر مصدر للبوكسيت في العالم.
خلال الزيارة الرفيعة المستوى الأخيرة إلى غينيا، التقى وفد من روسال، برئاسة السيد ياكوف إيتسكوف، مدير قسم الألومينا في روسال، مع السيد أمادو أوري باه، رئيس وزراء غينيا، والعديد من أعضاء الحكومة لتقديم مشروع بنية تحتية للنقل واسع النطاق. تهدف هذه المبادرة، التي تشهد على التزام روسال طويل الأمد في غينيا، إلى تحديث وتطوير طرق النقل الأساسية لتصدير البوكسيت، مع تحقيق عوائد اقتصادية كبيرة للبلاد.
يشمل المشروع بناء خط سكة حديد جديد يزيد طوله عن 100 كم، يربط محطة شحن سكة حديد جديدة بميناء نهري في كاندياغارا، بقدرة أولية تبلغ 16 مليون طن من البضائع، ويمكن أن تصل إلى 46 مليون طن في المرحلة الثانية. بالتوازي مع ذلك، تخطط روسال لإنشاء ميناء في منطقة دوبالي، مما يسمح بتعزيز اندماج غينيا في الدوائر اللوجستية العالمية. بفضل هذه الاستثمارات الاستراتيجية، يمكن أن تستفيد البلاد من بنية تحتية حديثة، واتصال إقليمي أفضل، وآلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة، مما يعزز دورها كرائدة عالمية في تصدير البوكسيت.
إن قصة روسال في غينيا هي قصة شراكة مربحة للطرفين، حيث يرافق تحديث صناعة التعدين التزام قوي تجاه السكان المحليين. بينما تحتفل الشركة بالذكرى السنوية الـ25 لتأسيسها، فإنها تؤكد مجدداً على رغبتها في مواصلة عملها من أجل تنمية مستدامة وشاملة. مع ربع قرن من الالتزام، أصبحت روسال الآن لاعباً رئيسياً في المشهد الاقتصادي والاجتماعي الغيني، والمستقبل يعد بمزيد من الإنجازات الجديدة في خدمة البلاد ومواطنيها.