
في تحول سياسي دراماتيكي، فاز الجنرال بريـس كلوتير أوليغي نغيما بأكثر من 90٪ من أصوات الناخبين في أول انتخابات تُجرى بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس علي بونغو في أغسطس 2023. وقد منحه هذا الفوز تفويضًا شعبيًا لمدة سبع سنوات، ما يكرّس انتقاله من "رجل الظل" إلى واجهة القيادة السياسية في الغابون.
ولد أوليغي نغيما في مقاطعة أوت أوغوويه، المعروفة بكونها معقلًا تقليديًا لعائلة بونغو، ويُقال إنه قريب لعلي بونغو نفسه. بعد تخرّجه من الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس في المغرب سنة 1997، التحق بالحرس الجمهوري ولفت الأنظار بسرعة بسبب انضباطه وطموحه، ما جعله أحد المقربين من الرئيس الراحل عمر بونغو.
لكن صعوده توقّف مؤقتًا بعد وصول علي بونغو إلى الحكم سنة 2009، حيث أُقصي من المشهد السياسي وتم تعيينه ملحقًا عسكريًا في المغرب ثم السنغال، وهي فترة وصفتها وسائل إعلام محلية بـ"المنفى الدبلوماسي".
عاد الجنرال إلى الواجهة سنة 2018، حيث تولى رئاسة الاستخبارات في الحرس الجمهوري، قبل أن يُعيّن بعد أشهر قليلة قائدًا للحرس الجمهوري. ومنذ ذلك الحين، بدأ في تنفيذ إصلاحات داخل المؤسسة العسكرية، وأطلق في 2019 حملة "الأيادي النظيفة" لمكافحة الفساد، رغم أن تقارير دولية اتهمته شخصيًا باقتناء عقارات فاخرة في الولايات المتحدة بأموال مشبوهة، وهو ما نفاه مؤكدًا على ضرورة احترام الحياة الخاصة.
بعد الانقلاب، حظي الجنرال بشعبية واسعة، خاصة في ظل تدهور الوضع الاقتصادي وتراكم الديون وانقطاعات الكهرباء المتكررة. وقد تعهّد بتعزيز البنية التحتية وتسديد مستحقات التقاعد المتأخرة، كما فتح الباب أمام المعارضة والمجتمع المدني للمشاركة في الحياة السياسية.
ورغم انتقادات بعض المراقبين الذين يرون في انتخابه تمديدًا للحكم العسكري، إلا أن أوليغي نغيما نجح في تسويق نفسه كرجل دولة يسعى لتحقيق انتقال مدني سلس، محافظًا على علاقات بلاده التقليدية مع فرنسا، على عكس دول إفريقية أخرى شهدت انقلابات في السنوات الأخيرة.
بحملة انتخابية حملت شعار "C’BON" - اختصار لاسمه ومرادف لعبارة "إنه جيد" بالفرنسية - يبدو أن الجنرال اختار أن يمزج بين القوة والكاريزما والشعبية، ليؤسس لحقبة جديدة في تاريخ الغابون.