
في تطور مفاجئ يهز عالم كرة القدم الغينية، قرر أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الغيني لكرة القدم (FEGUIFOOT) بالإجماع إقالة الرئيس أبوبكر "بوبا" سامبيل من منصبه، وذلك خلال اجتماع طارئ عُقد يوم الثلاثاء الموافق 8 أبريل 2025 في مقر الاتحاد بكوناكري. جاء هذا القرار الحاسم بعد تصويت بالإجماع من قبل الأعضاء السبعة للجنة التنفيذية، حيث استندوا إلى المادة 40 الفقرة 1 و5 من النظام الأساسي للاتحاد، التي تمنح أي عضو في اللجنة التنفيذية الحق في تقديم اقتراح بإقالة الرئيس. وقد تم تقديم هذا المقترح من قبل نائب الرئيس، السيد مامادو باري.
وفقاً للبيان الرسمي الصادر عن المتحدث باسم اللجنة التنفيذية، مامادو ألفا هان، فإن القرار اتُخذ نتيجة "اختلالات خطيرة" في إدارة الاتحاد، بما في ذلك نقص الشفافية في العمل الإداري، وقصور في التواصل الداخلي والخارجي، وضعف في نظام الحوكمة، وممارسات مالية غير متوافقة مع متطلبات الإدارة السليمة. ووصف هان القرار بأنه "استجابة مؤسسية لأزمة قيادة" وخطوة ضرورية "لإصلاح حوكمة اتحادنا".
بموجب المادة 36، الفقرة 8 من النظام الأساسي للاتحاد، تم تعيين سوري دومبويا، رئيس نادي ميلو ونائب الرئيس الأكبر سناً في اللجنة التنفيذية، رئيساً مؤقتاً للاتحاد حتى انعقاد الجمعية العمومية المقررة في 8 مايو 2025 في كوناكري. يذكر أن سامبيل، الذي تم انتخابه في ديسمبر 2023، لم يقضِ سوى 16 شهراً في منصبه قبل إقالته.
أكدت اللجنة التنفيذية أنها أبلغت الجهات المعنية بهذا التطور، بما في ذلك وزارة الشباب والرياضة الغينية، واللجنة الأولمبية الوطنية الغينية، والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، والاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف). وشددت اللجنة على أن هذا القرار يتماشى تماماً مع النظام الأساسي للاتحاد ومبادئ الحوكمة الرشيدة التي تروج لها الهيئات الدولية لكرة القدم.
كما أكدت اللجنة التنفيذية التزامها بالتعاون الوثيق مع الفيفا والكاف لضمان الاستقرار المؤسسي للاتحاد الغيني لكرة القدم ومواصلة تنفيذ مشاريع تطوير كرة القدم الغينية. وقد دعت اللجنة جميع الأطراف المعنية إلى "الوحدة والهدوء والمسؤولية" للسماح للرياضة الوطنية باستعادة قوتها وبريقها. وأضافت أن "كرة القدم الغينية تستحق حوكمة نموذجية، في خدمة الأداء والأخلاق وآمال الشباب بأكمله".
يأتي هذا التغيير في قيادة الاتحاد الغيني لكرة القدم في وقت حساس، حيث تسعى غينيا إلى تحسين أداء منتخباتها الوطنية وتطوير البنية التحتية للعبة في البلاد. ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لإعادة تنظيم الاتحاد وتعزيز الشفافية والحوكمة الرشيدة في مؤسسة كرة القدم الوطنية.
وعلى الرئيس المؤقت سوري دومبويا الآن مواجهة تحديات كبيرة خلال فترة رئاسته المؤقتة، أهمها استعادة ثقة جميع أصحاب المصلحة في الاتحاد وضمان استمرارية المشاريع التنموية لكرة القدم الغينية. كما سيكون من الضروري التحضير للجمعية العمومية المقبلة، التي ستحدد مستقبل قيادة الاتحاد ومسار كرة القدم الغينية في المستقبل القريب.
ويبقى السؤال المطروح الذي يشغل بال محبي كرة القدم الغينية: هل سيتمكن الاتحاد الغيني لكرة القدم من تجاوز هذه الأزمة والمضي قدماً نحو مستقبل أكثر إشراقاً للعبة الشعبية الأولى في غينيا؟ وهل ستؤدي هذه التغييرات القيادية إلى تحسين وضع كرة القدم في البلاد وتحقيق النتائج التي يطمح إليها الجمهور الغيني؟