
شهدت العاصمة الغينية كوناكري حدثًا ثقافيًا بارزًا بين 23 و25 أبريل 2025، تمثل في النسخة السابعة عشرة من 72 ساعة للكتاب، تحت شعار هذا العام: "قوة المرأة". ومن بين اللحظات المضيئة في هذا الحدث، برزت الكاتبة الشابة ثييرنو مرياما بالدي التي وقعت روايتها الأولى بعنوان "طفولة في سولو بريمُو"، الصادرة عن دار النشر لارماتان غينيا.
في رواية مكونة من 13 فصلًا و112 صفحة، تروي ثييرنو مرياما قصة شاب من حي سولو بريمُو الشعبي، في سرد يجسد معاناة الشباب الغيني بين عالم الفقر والغنى، والبحث الدؤوب عن مستقبل أفضل. تتناول الكاتبة بأسلوب بسيط وعميق مأساة الهجرة غير الشرعية، حيث ينطلق البطل في رحلة محفوفة بالمخاطر عبر الصحراء، مرورًا بمالي والجزائر، ليواجه الفشل والخذلان قبل أن يعيد المحاولة حتى يصل إلى أوروبا بعد تضحيات جسيمة.
في حديثها خلال حفل التوقيع، أوضحت الكاتبة أن الرواية تعكس فقدان الإنسان لإنسانيته خلال رحلة البحث عن "الحلم الأوروبي"، قائلة: "في نهاية المطاف، يجد نفسه مجرد رقم في نظام لا يريده. يدرك حينها أنه كان أفضل حالًا في غينيا. ولهذا، من الضروري أن نعمل على تحسين أوضاع شبابنا لكي لا يضطروا لركوب المخاطر."
وحثت ثييرنو مرياما الشباب الغيني على التشبث بالتعليم والعمل الجاد قائلة: "الهجرة ليست الحل. التعليم هو السبيل لتحقيق أحلامكم وخدمة عائلاتكم وأمتكم."
وسلطت الكاتبة الضوء على موضوعات حساسة مثل العنف القائم على النوع الاجتماعي، وأثر تعدد الزوجات، وممارسات مثل زواج الأرملة (اللويراة)، معتبرة أن هذه الظواهر تهدد تماسك المجتمع الغيني. كما شددت على أهمية دعم الفتيات وتمكينهن قائلة: "اليوم نتحدث عن قوة المرأة، ويجب أن تُشجع أحلام الفتيات وأن تتم حمايتهن وتمكينهن لتحقيق طموحاتهن."
وبالنظر إلى تجربتها الشخصية بين نمط الحياة الأفريقي في غينيا والحياة الغربية في فرنسا، أكدت الكاتبة أن غينيا رغم كل التحديات تبقى وطنًا جميلًا، وقالت: "في غينيا، يجب أن يعيش الطفل براءة طفولته دون أن يحمل عبء معاناة أسرته الاقتصادية."
في ختام حديثها، وجهت الكاتبة رسالة قوية إلى شباب بلادها: "لا يجب علينا انتظار المستقبل بل علينا صناعته بأيدينا، بالتضامن والعمل الجاد، بعيدًا عن طرق الموت والهجرة اليائسة."
تجسد ثييرنو مرياما بالدي، الطالبة في مرحلة الماجستير بدبلوماسية الاقتصاد بباريس، نموذج الشابة الإفريقية الواعية بقضايا مجتمعها، الساعية لتغيير الواقع عبر الكلمة والثقافة.